دقق في صوره

الباحثون المصريون - Egyptian Researchers

حشرة فرس النبي الأوركيدي «The orchid mantis» هو نوع من حشرات فرس النبي التي تشبه زهرة الأوركيد إلى حد كبير، وذلك لكي تخدع فرائسها وتصطادها بسهولة حتى أنها أفضل في تقليد الأزهار من بعض الأزهار نفسها.

تقدم الطبيعة نماذج عديدة من المخلوقات التي لها القدرة على تقليد المخلوقات الأخرى، أنواع عديدة من الفراشات تستطيع أن تقلد الفراشات الملكية السامة ،والتي لديها القدرة على إبعاد الأعداء عن طريق الألوان المختلفة التي تُظهر للعدو أن مذاقها سيء وسام وغير مرغوب فيه.

العديد من الحشرات الأخرى تشبه النباتات، مثل الحشرة العصوية «the stick insect » التي تشبه شكل الغصن. العنكبوت flower crab» spiders» وحشرة «ambush bugs - » يغيران ألوانهما بحيث يُستخدم هذا التمويه عندما تقترب الحشرات من الزهرة.

تتحول حشرة فرس النبي الأوركيدي بالكامل لشكل زهرة حيث تشبه أرجلها شكل البتلات، مما جعل العلماء يقترحون أن هذه الحشرة لا تستخدم ميزتها التنكرية للاختباء من المفترسين فحسب، بل تستخدمها أيضًا لتجذب الفرائس، حيث يستطيع العنكبوت « bolas spider» أن يجذب ذكور حشرة العُث بواسطة إنتاج الفرمونات الجنسية الخاصة بإناث العُث.

منذ عام 1800م استمر العلماء في تأييد فكرة أن محاكاة فرس النبي الأوركيدي لزهور الأوركيد غرضها هجومي، علمًا بأن أول من اقترح الفكرة هو عالم الطبيعة المشهور «ألفريد راسل والاس Alfred Russel Wallace»، الذي كان لديه أفكارًا مشابهةً لأفكار داروين عن نظرية التطور، ولكن ظلت هذه الفكرة غير مقبولة، ويرجع ذلك إلى صعوبة الحصول على الحشرة ودراستها نظرًا لندرتها الشديدة، ولأنها موجودة في بيئتها الأصلية فقط وهي الغابات المطيرة في جنوب شرق آسيا.

يقول «جيمس أوهانلون «James O'Hanlon عالم الأحياء التطورية في جامعة ماكواري في سيدني بأستراليا والذي قاد هذه الدراسة: «ظهرت فكرة تقليد هذه الحشرة للأزهار لأول مرة منذ قرن، ولكن كانت مجرد فكرة ولم يستطع أحد التأكد من هذه الفرضية بالاختبارات اللازمة لمعرفة ما إذا كانت هذه الحشرة فعلًا قادرة على تقليد الأزهار أم لا، ولكن تم الاعتراف الآن في الكتب المدرسية والمقالات العلمية بأن هذه الحشرة تستطيع محاكاة شكل الزهرة، وأنا أشعر أن واجبي هو وضع الأمور في نصابها، وأن أشاهد فعلًا إذا كان حدوث هذه الظاهرة ممكنًا».

ولاختبار الفرضية سافر العلماء إلى ماليزيا. يقول جيمس: «الجزء الصعب في هذا النوع من الأبحاث، هو إجراء البحث على حشرة لم يسبق لأحد أن قام بدراستها، فنحن لا نعلم شيئًا عن هذه الحشرة ولذلك فعلينا أن نبدأ من الصفر».
أول تأكيد حصل عليه الباحثون هو أن لون الحشرة يطابق 13 نوعًا من الأزهار في المنطقة التي تعيش فيها الحشرة، وتم اختبار الألوان تحت الأضواء ذات الأطوال الموجية التي ترى بها الحشرات التي تقوم بعمليات التلقيح في الأزهار مثل النحل والفراشات، قام العلماء أيضًا بمشاهدة كيف تتصرف الحشرات مثل الفراشات والنحل حول حشرة فرس النبي الأوركيدي؛ فهل تخاف منها وتبتعد عنها؟ أم أنها لا تميّز الفرق بينها وبين الأزهار وتقترب منها بشكل طبيعي؟ شاهد العلماء أكثر من 12 مرة حشراتٍ تقترب بما يكفي من فرس النبي الأوركيدي، لدرجة أنها يمكن أن تلتهمها من الهواء.

يقول جيمس: «نحن الآن نعلم أن لهذه الحشرة القدرة ليس فقط على جذب المُلقحين، بل أنها قادرة على جذب مُلقحين أكثر من بعض الأزهار، هذه هي الحشرة الوحيدة القادرة على محاكاة الزهور لجذب الفرائس أيضًا. هناك حشرات لها القدرة على محاكاة الأزهار لكنها لا تجذب المُلقحين بنفسها، ولكن الأزهار التي تقف عليها الحشرات من هذا النوع هي التي تجذب المُلقحين، بينما تقوم هذه الحشرات بالتمويه للاختباء من الفرائس، بينما حشرة فرس النبي الأوركيدي قاردة على جذب المُلقحين بنفسها، وهذا يعني أنها من الممكن أن تقف على الأوراق، أو جذوع الأشجار بعيدًا عن الأزهار، وستكون أيضًا قادرةً علي جذب الفرائس».

ستكون الأبحاث في المستقبل عن كيف يشاهد المفترسون مثل الطيور والسحالي حشرة فرس النبي الأوركيدي، يقول جيمس: «إنه من الممكن جدًا أن تتنكر هذه الحشرة لكي لا تُأكل بواسطة السحالي أو الطيور، عن طريق التنكر في شكل زهرة بدلًا من مصدر غذاء لهذه الحيوانات».

إعداد: Peter Habib
مراجعة: Dana Abufarha
تصميم: Abdallah Taha

» موقع مفيد لتعلم الانجليزيه (صوت +صوره)
» موقع يخليك تغير صوره وتصير كانها قديمه